كان هناك رجل يعيش في احدى القرى الفلسطينية قبل الهجرة عام 1948 ،وكان يدعى عبد المحسن القبضاي ،وقد عجز الانجليز في القاء القبض عليه لذلك قرروا ان يصفوه ويعدموه .وذات يوم طوقوا البلد وامروا الرجال والشباب ان يجتمعوا
في الساحة العامة في القرية ،والنساء والاطفال يبقوا في البيوت ،وكان الطقس حارا والشمس بتقلي العصفور من شدة الحر .نقعوهم في الشمس من الصبح حتى الظهر والكابتن اللعين (شيفر)قال: بدي عبد المحسن القبضاي من بينكم ، قالوا لبعضهم البعض لو منموت مش راح نعترف على عبد المحسن القبضاي ،حتى لو بقينا واقفين شهر على رجلينا في الحر والعطش والجوع ،لو قتلونا واحد واحد مش راح نقول مين عبد المحسن ، وصمدنا للظهر. وعند الظهر شفنا ختيارة حاملة صرة طعام وقربة مية وجاية على الساحة ،وقفها الكابتن ابن الحرام وسالها : لوين يا عجوز؟ قالت :ابني من الصبح في الشمس ،لا اكل ولا شرب ، وانا حاملة مي وخبز لابني. وسالها الكابتن الحقير مرة ثانية :مين ابنك ؟ هذاك هو ، واقف مع الشباب ،عبد المحسن القبضاي،لا اكل ولا شرب .قالها ابن الحرام:روحي اعطيه الاكل والمية. ومشت العجوز بين الرجال والكل يهمس لها ارجعي ،ارجعي ،لكن لا حياة لمن تنادى ،ما كانت هالمسكينة شايفة حدا الا ابنها .وقبل ما تناوله الصرة والمية الكابتن الحقير حط ايده عليه وسحبه من بين الناس الواقفين ،وسحب الفرد (المسدس) وقوسه برصاصات في راسه حتى استشهد ثم قال لاهل البلد روحوا ادفنوه. قسم كبير من الناس صرخ في وجهها وقال :انتي السبب في قتل ابنك ،انتي قتلتيه .والام المسكينة صارت تصرخ وتصيح :هذا ابني حبيبي ،جبت له اسقيه ،اعطشت يما ،جعت يما ؟ وامضت ما تبقى من حياتها حاملة الصرة وفيها ثياب الشهيد البطل عبد المحسن ومعها قربة الماء وهي تلف من بلد الى بلد لا تنطق الا بجملة واحدة : (يما يا حبيبي ،مين قتل عبد المحسن) ؟
هذه القصة ما هي الا نموذج من الاحتلال البغيض والجاثم على صدورنا ،فنحن جميعا ظلمنا قبل الهجره وبعد الهجره كما ظلم عبد المحسن وامه المسكينة .مع الشكر والتقدير لمن سبقوني في المشاركة في جميع النتديات . والى لقاء اخر باذن الله تعالى.
اخوكم امشتاق اليكم
ابو انوار _فلسطين