الثقة بالنفس
قديماً قالوا: إن الثقة بالنفس هي سر كل نجاح ..
وقالوا: أن الخوف من أي محاولة جديدة طريق حتمي للفشل..
وقالوا: ليس السؤال كيف يراك الناس؟ ولكن السؤال .. كيف ترى نفسك؟
إن الثقة بالنفس من أهم مقومات نجاح الإنسان في حياته، سواء كانت الإجتماعية أو الأسرية أو حتى النفسية، فبدونها يفقد الإنسان كل شيء، ومن أهم ما سيفقده ذاته وهويته.
ما هي الثقة بالنفس؟
إن الثقة بالنفس ليست مظهراً أو كلمات نقولها أو حبة نشربها، بل هي شيء داخلي، فهي عبارة عن شيء نؤمن به وحركة أو تصرف نؤديه بشكل صحيح، فإذا اكتملت أضلاع هذا المثلث نقول: أن هذا الشخص واثق في نفسه، لكن إذا اختل أحد أضلاع هذا المثلث لا نستطيع أن نقول بأن هذا الشخص واثق في نفسه، وإن بدا عليه ذلك، لأنها لن تستمر طويلاً، فقد يستطيع المرء أن يتصنع الصدق والحب والثقة، لكنه لن يستمر طويلاً لأنه سرعان ما سينكشف.
هل يوجد هناك ما يسمى بالثقة الدائمة؟
لا يوجد هناك ثقة دائمة طوال الوقت، وهي ماتسمى بالثقة المطلقة فهي تزداد أحياناً وتضعف أحياناً، وذلك تبعاً لإيماننا بما نفعله فالإيمان بما نفعل هو المحور الأساسي في ثقة الإنسان بنفسه. لماذا تضعف ثقتنا أحياناً؟ وكيف نعرف ذلك؟
إن هناك أشياء إن حدثت قد تضعف ثقة المرء بنفسه، كالخوف من شيء ما أو الرهبة من لقاء مسئول كبير أو الوقوع في مواقف محرجة أمام مجموعة من الناس أو الوقوع في مشاكل كثيرة مع أكثر من شخص، مما يؤدي إلى أن يعيد الرجل حساباته ويسأل نفسه: لماذا تحدث لي كل هذه المشاكل، وبالتالي يفقد ثقته بنفسه أو على الأقل جزء منها. وتنقسم مظاهر ضعف الثقة إل قولي: كقول المرء عن نفسه (أنا ضعيف وأنا غير كفء، أو فهمي بطيء،وغيرها من الأفكار السلبية عن الذات...)، ومنها ما هو فعلي: كأن يكون المرء متردداً أو يمشي دائماً ببطيء شديد أو دائم الحذر من كل شيء)، ومنها ما هو نفسي: (كأن يكون قلقاً وخائفاً من أي شيء ومن كل شيء ودائم الاعتماد على غيره، فهو دائماً يطلب من الناس المساعدة فلو كان واثقاً لساعدهم هو)، فهو بالتالي لايستطيع الاعتماد على نفسه.
ما هو دور الثقة بالنفس في حياتنا؟
إن للثقة بالنفس دور كبير في الحياة الأسرية، فكما قلنا سابقاً أن الثقة تتكون من ثلاثة أركان وهذه الأركان هي:
الإيمان الداخلي بأنك على ثقة من نفسك، وإيمانك بأن أسرتك هي جزء منك وانها محور حياتك، فزوجتك مسئولة منك وأطفالك مسئولون منكما، وأن عليكما التربية والتقويم والتعليم، لأن أطفالكما امتداد لكما ولحياتكما، وأن نجاح البيت مسؤول من الأسرة جميعاً. فالإيمان بذلك كله(وهذا الركن الأول)، وكلماتك وتعبيراتك الجيدة والبناءة مع أسرتك وأبنائك وكذلك مع زوجتك (وهذا الركن الثاني)، وتصرفاتك وأفعالك التي من خلالها تحبب زوجتك وأبنائك في بعضهم البعض(وهذا الركن الثالث)، هذا كله يكون له الأثر الكبير في بقاء هذه الأسرة بأن تكون ملتئمة ومتكاملة ومتفاهمة فيما بينهم.
كيف تجذب الثقة بالطرف الآخر؟
إن الإبتسامة هي أقوى حركة من حركات الشخص الواثق من نفسه، وقليلون جداً من يجيد لك الإبتسامة الصادقة فمعنى أن تكون مبتسماً أي أنك مطمئن،راض، سعيد برؤيته، مقبل على الآخرين بقلب منفتح، فهي من أقوى علامات الإنسان الواثق إذا أحسن استخدامها وإتقانها فالناس تكتشف الإبتسامة الخادعة أو الصفراء. وهذه الإبتسامة من صفاتها أنها تجذب القلوب نحو الشخص الواثق، وصدق عمر الخطاب حين قال: ثلاث يثبتن الود في قلب أخيك، وقال: منها أن تبتسم له حين تلقاه. ويأتي في المرتبة التي تليها المظهر الجيد والملبس الحسن، وهذا أيضاً بلا شك سيجذب الآخرين نحوك وخاصة زوجتك أولاً وأطفالك ثانياً فالناس بطبيعتهم تفر من كل ما هو قبيح.