منتديات تل الصافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تل الصافي

منتديات طريق العودة الى القدس
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يونس محمود القواسمي
مشرف متميز
يونس محمود القواسمي


عدد الرسائل : 729
العمر : 55
السكن : عمان - الأردن
تاريخ التسجيل : 26/02/2009

ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة   ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة Emptyالثلاثاء مارس 10, 2009 4:06 pm

ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة
ومقاومة المغرب للإستعمار الفرنسي
في خريف باريس الصيفي وتحت المطر الغزير والرعد والبرق كان لقائي بآخر عمل فكري للاستاذ الفلسطيني الاميركي ادوارد سعيد مترجما للغة الفرنسية تحت عنوان: الثقافة والامبريالية اصدار مؤسسة فايار للنشر بالاشتراك مع اكبر صحيفة باريسية لومونه ويأتي هذا العمل ليجيب عن سؤال حضاري مصير وقديم هو: ماذا كان دور الثقافة في نشأة الامبريالية والاستعمار منذ القرن التاسع عشر وماذا كان دور الثقافة كذلك في مقاومة تلك الامبريالية وذلك الاستعمار وابان معارك التحرير من المغرب العربي الى الهند الى فيتنام الى افريقيا السوداء؟ وهذ السؤال الهام سبق ان طرحه جامعيون ومثقفون متميزون من كل انحاء المعمورة واجابوا عليه او حاولوا الاجابة عليه لكن بصورة منفردة ومتفرقة لم تعط هذا الموضوع ما يستحقه من درس وتمحيص وتعمق بل لم يخصص له احدهم كتابا ثقيلا من هذا الحجم والسبب هو ان المؤرخين في جملتهم اولئك الذين ارخوا باستقرار الامبراطوريات كانوا مؤرخين بالمعنى التقليدي أي القائمين بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي لحركات التاريخ وتحولاته الكبرى دون العناية بالعامل الثقافي شديد الاهمية لان الثقافة في ضمائر الامم وذاكرتهم وصانعة المخيلة الجماعية ورد الفعل الشعبي فالثقافة عمل .. تؤدي وظائفها بادارتها المعروفة الظاهرة مثل الادب والفن والتعليم وبأدواتها الخفية الباطنة مثل الفلسفة والتاريخ والدعاية والاعلام والتراث الشعبي ولذلك يقول ادوارد سعيد: إن الامبريالية استقرت بالثقافة وامتزجت اركانها بالثقافة المقاومة وهو صراع بين الامم الغالية والامم المغلوبة بمفهوم العلامة عبدالرحمن بن خلدون فالامم الغالية التي اباحت لنفسها حق احتلال امم مغلوبة وقهرها واذلالها استعملت الثقافة الامبريالية إما لتبرير طغيانها او لتمرير مخططاتها اما الامم المغلوبة فلم يأن تحريرها الا بأداة الثقافة التي زرعت الوعي وايقظت الحس الوطني والديني لرفض الاستعمار والمطالبة بالاستقلال وتجب الملاحظة بأن هذا الكتاب يعتبره صاحبه ادوارد سعيد تكملة طبيعية لكتابه الاستشراق الذي لقي صدى واسعا في المحافل الجامعية والفكرية نظرا للتحليل الموضوعي والموسوعي الذي قام به الاستاذ سعيد لرصد ظاهرة الاستشراق لا من حيث مجهود علمي بل من حيث تمهيد بوعي او بلا وعي لاستقرار الامبريالية التي هي بمعناها اللغوي بسط النفوذ الاجنبي عرقيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا .. ثم ثقافيا من قبل امة على امة تحت دعاوى (التمدين) او الوحدة او الالحاق.
وهنا يضرب ادوارد سعيد امثلة ساطعة ناطقة مثل المثال الهندي فالمملكة البريطانية فرضت امبراطوريتها ـ وبالطبع امبرياليتها ـ على الهند التي كان عدد سكانها ثلاثمائة مليون نسمة بجيش بريطاني قوامه ستون الف جندي يؤطرهم اربعة آلاف موظف يصاحبهم تسعون الف مواطن مدني بريطاني وهذه الحقيقة الغريبة يتفهمها كاتب روائي بريطاني هو كنرال ويبررها في رواية طريق الهند او رواية كيم كمواقع طبيعي لا مبرر له في الواقع الا بفكرة ضرورة الامبراطورية البريطانية كأمر عادي .. بل لا مفر منه والروائي الشهير كنراد لا تبدو عليه علامات العجب ام الاعتذار للشعب الهندي الرافض لهذا المد الامبريالي بل ان رواياته تتناسى قضية ماشية اسمها الشعب الهندي ويحلل لها سعيد كذلك الظاهرة الشعرية لشاعر بريطانيا ت ـ س اليوت حيث يتوارى الواقع الامبريالي خلف اجواء وفضاءات خيالية جمالية فنية لامجال فيها لتحليل القهر اليومي المسلط على شعوب الجنوب من قبل الاحتلال البريطاني ونفس الشيء بالنسبة للاستعمار الفرنسي للجزائر تحديدا ولكل المغرب العربي منذ 830هـ فقد مر ادباء ومثقفون كبار فرنسيون مرور الكرام على علميات الابادة الجماعية والتعذيب والتفقير كأنما ادبهم الروائي والشعري لا يتسع لاحتواء نكبة هذه الشعوب العربية المسلمة المغلوبة على امرها اذا ما استثنينا موقف الفيلسوف الوجودي جون بول سارتر ضد التعذيب في الجزائر .. لا ضد احتلال الجزائر .. واضعف منه موقف الكاتب الفرنسي المولود بالجزائر والحائز على جائزة نوبل البير كامو وتأتي ثقافة المقاومة الجزائرية والمغاربية لدى فرانز فانون وماك بن نبي وابوة القاسم الشابي والشيخ بن باديس والشيخ الثعالبي والشيخ البشير الابراحيمي ومفدي زكريا والشاذلي عطاء الله وغير هؤلاء كثيرون من يعود لهم الفضل الثقافي في احياء جذوة الكفاح والمقاومة التي تمهد الطريق للمجاهدين بالسلام وبالسياسة للانتصار على الامبريالية.
ويستشهد لها سعيد بخطاب ريفولدز الذي يقول: ان الفن والعلم يشكلان اسس الامبراطورية حاولوا نزعها عن جوهر الامبراطورية سوف لن يبقى شيء يدثر ان الامبراطورية هي التي تتبع الثقافة وليس العكس .. ويقارنا أ. سعيد بين ثقافة المقاومة في الهند ومثيلتها في المغرب العربي الاولى ضد الامبراطورية البريطانية والثانية ضد الامبراطورية الفرنسية ويجد فيها نسقا واحدا من الهيمنة بالفن والفكر والتعليم باستضعاف الشعوب المولى عليها كما وقع عام 1876 حين اعلنت الملكة فيكتوريا ملكة على الهند وذهب نائب الملكة لورد لا يتن الى دلهي الجديدة لتكريسه حاكما عليها كأنما ذلك امر طبيعي في مهرجانات شعبية خلابة لتأكيد الطابع الثقافي التراثي للامبراطورية بينما الامر يتعلق بثقافتين مختلفتين تماما بل متضادتين لا علاقة بينهما الا من منطق القوة والقهر.
وهذا يفسر لماذا لجأ المثقف المغاربي الى ماضيه ومجده الاسلامي ليستوفي منه المدى والروح لمقاومة الاستعمار الامبريالي الدخيل مكان الجهاد الثقافي توطأة وتمهيدا للجهاد بالسلاح من اجل التحرير.
ويقرأ الكتاب بعد ذلك احداث العولمة الطاغية من هذا المنظور ليفتح عيوننا ـ نحن العرب ـ على حقائق الهيمنة الثقافية الجديدة المتخفية ببرقع الشعارات حتى يسهل الاستحواذ على ثرواتنا ومصائرنا ولذلك ارجو ان نتولى احدى دولنا تعريب هذا الكتاب وياحبذا لو يصدر ضمن سلسلة المعرفة الكويتية التي عودتنا على تقديم الاعمال الجادة الاصيلة والله ولي التوفيق.


مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1908
1- مقدمة
عانى الجنوب الوهراني على غرار المناطق الجزائرية الأخرى ويلات الاستعمار الفرنسي من خلال سياسته الجهنمية المبنية على ضرب الصف الواحد معتمد في ذلك على الدور الكبير للمكاتب العربية التي نجحت بدورها في خلق البلبلة وإثارة أحقاد القبائل فيما بينها حتى يستتب لها الأمر, كما أنها استطاعت أن تتغلغل بين العائلات الكبيرة لخلق الفتن وهذا ما حدث بين فرع الغرابة الذي ينتمي إليه الشيخ بوعمامة و فرع الشراقة أبناء عمومته إلا أن الشيخ بوعمامة أدرك نوايا الاستعمار الفرنسي ,فأعلن الجهاد لتخليص البلاد والعباد من براثن الاحتلال الفرنسي وقداستمر جهاده إلى غاية عام 1908.
2- الأوضاع الممهدة لمقاومة الشيخ بوعمامة
إن المتتبع لتاريخ منطقة الجنوب الوهراني منذ مقاومة أولاد سيدي الشيخ يجد أن المنطقة كانت تعيش إستقلالية في تسييرها لشؤونها الداخلية ومرد ذلك هو التمركز الضئيل جدا للمستوطنين في المنطقة ,وحتى الجيش الفرنسي لم يكن يملك إلا مركزا واحدا في لبيض سيدي الشيخ فرع الشراقة , لكنه استطاع بعد معارك ضارية خاضتها ضده عائلة أولاد سيدي الشيخ من تشتيت هذه العائلة , فمن أفرادها من اضطر مكرها إلى الهجرة إلى المغرب الأقصى ,ومنهم من نزح إلى ضواحي الجنوب الأقصى وتمركز في منطقة المنيعة .
و الملفت للانتباه أن عزوف سكان المنطقة عن المقاومة التي كانوا قد أعلنوها عام 1864لم يدم طويلا ,حيث ظهر على مسرح الأحداث فرع أولاد سيدي الشيخ الغرابة من خلال الصمود الذي أثبته الشيخ سي معمر بن الشيخ الطيب رئيس فرع الغرابة في مقارعته للعدو الفرنسي في المنطقة بداية من شهر أفريل 1873 , لكن هذا الأخير اضطر إلى الانسحاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية , ولكن ما أن انتهت فترة 1878 -1880 حتى ظهرت شخصية مجاهدة أخرى من نفس الفرع وهي الشيخ بوعمامة الذي حمل لواء الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ووقف في وجه التوسع في المناطق الصحراوية.
3- أسباب مقاومة الشيخ بوعمامة
يكفي القول بأن رفض الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي يعد من أهم العوامل التي دفعت بالشيخ بوعمامة إلى الإعداد والتنظيم للعمل الثوري ضد العدو بالجنوب الوهراني ومما لاشك فيه أن هناك جملة من الأسباب ساهمت بشكل كبير في التعجيل بإشعال الثورة ومن أهمها مايلي:
1- الأسباب المباشرة:
يعتبر مقتل الضابط الفرنسي واين برونر وهو برتبة ملازم أول وكان يشغل رئيس المكتب العربي لمنطقة البيض وذلك في 22أفريل 1881 ,مع أربعة من حراسه من فرسان الصبايحية عندما حاول جاهدا إيقاف نشاط الشيخ بوعمامة السبب المباشر في اندلاع المواجهة بين الشيخ بوعمامة والإدارة الاستعمارية الفرنسية .
2- الأسباب غير المباشرة :
لقد تأثر الشيخ بوعمامة بفكرة الجهاد ضد الصليبيين الغزاة المحتلين لكونه رجل دين وصاحب زاوية , هذا إلى جانب الأفكار الإصلاحية التي وصلت إلى المناطق المجاورة وأثرت تأثيرا مباشرا على الشيخ , وكان من أبرزها دعوة جمال الدين الأفغاني و السلطان عبد الحميد الثاني إلى بناء تحالف إسلامي في إ طار الخلافة الاسلامية كأساس لتغيير أوضاع المسلمين وطرد المستعمرين و هي الأفكار التي وصلت إلى المغرب العربي كذلك عن طريق الوافدين من المشرق العربي ,يضاف إلى هذا كله دور دعاة الطريقة السنوسية في إثارة سكان المناطق الصحراوية ضد تغلغل الاستعمار ومواجهته وقد كان لهذا الدور مفعوله على نفسية الشيخ بوعمامة ,وهي عوامل كافية ليقوم الشيخ بوعمامة بحركته الجهادية ضد الإستعمار الفرنسي في منطقته.
ب- السبب الإقتصادي:
إن تردي الأوضاع الإقتصادية في منطقة الجنوب الوهراني في تفجير الأوضاع واندلاع الثورة , خاصة بعد انتشار المجاعة التي أهلكت سكان المنطقة وفقدوا جرائها كل ممتلكاتهم ناهيك عن الغبن الذي تسببت فيه السياسة الجائرة للإدارة الاستعمارية ,ومنها منع بعض القبائل من التنقل ما بين 1879 و1881,خاصة قبائل آفلو والبيض و قبائل جبال القصور الرحالة وقد تولد عن ذلك نوع من التذمر و الاستياء الشديدين ,وقد نجم عن .موت أعداد كبيرة من المواشي وقد وصلت نسبة الخسائر التي لحقت بمنطقة آفلو وحدها بثلاثمائة رأس أي 80/. منهانسبة 37/. في سنة 1879-1880 و نسبة 43/. سنة 1880-1881 .
وكذلك عزم السلطات الفرنسية على إقامة مركز عسكري للمراقبة في قصر تيوت ,بعد فشل البعثة الرسمية لدراسة مشروع مد الخط الحديدي عبر الصحراء في الجنوب الغربي لإقليم وهران عام 1879

4- مراحل المقاومة
ا-المرحلة الأولى
لم يعلن الشيخ بوعمامة الثورة على الاستعمار الفرنسي بمنطقة الجنوب الوهرابي إلا بعد أن هيأ جميع القبائل الصحراوية عن طريق مريدي الطريقة الشيخية المنتشرين عبر كل المنطقة, ومنها قبائل الطرافي و رزاينة والأحرار و فرندة و تيارت ,وقد وجدت هذه الدعوة صداها لدى قبائل عمور و حميان و الشعامبة ,وقد استطاع الشيخ بوعمامة في وقت قصير أن يجمع حوالي ألفان وثلاثمائة جندي بين فرسان و مشاة .لقد وقعت أول مواجهة عسكرية بين الشيخ بوعمامة و القوات الفرنسية في 27 أفريل 1881 بالمكان المسمى سفيسيفة جنوب عين الصفراء ,أسفرت عن انهزام الجيش الفرنسي واستشهاد بعض رجال الشيخ بوعمامة منهم وقائد المعاليف قائد الرزاينة.وأمام خطورة الوضع سارعت السلطات الاستعمارية إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة لقمع الثورة والقضاء عليها وتمثل المدد الذي وصل إلى المنطقة فيما يلي:
- ثلاث فيالق من المشاة تحت قيادة العقيد إينوسانتي .
- فرقتين يقودهما القايد قدور ولد عدة .
- فرقة تيارت يقودها الحاج قدور الصحراوي.
- قافلة من ألفين وخمسمائة جمل ومعها ستمائة جزائري .
- قائد الشعبة العسكرية لمعسكر الجنرال كولينو دانسي هو الذي تولى القيادة العامة لهذه القوة العسكرية.
أما المواجهة العسكرية الثانية بين الطرفين الجزائري والفرنسي كانت في 19 ماي 1881 بالمكان المسمى المويلك وتقع قرب قصور الشلالة بجبال القصور ,وكانت معارك عنيفة جدا اشتد فيها القتال بين الطرفين وكان النصر فيها حليف الشيخ بوعمامة رغم تفوق العدو في العتاد والعدة .وحسب تقارير الفرنسيين أنفسهم فإن هذه المعركة خلفت خسائر لكلا الطرفين ,وقد قدرت خسائر الفرنسيين فيها ستون قتيل واثنان وعشرون جريحا.وبعد هذه المعركة ظل الشيخ بوعمامة سيد الموقف ,حيث توجه إلى الأبيض سيدي الشيخ مما ساعد الثوار في هذه الفترة على قطع خطوط التلغراف الرابط بين فرندة والبيض ومهاجمة مراكز الشركة الفرنسية الجزائرية للحلفاء,وقد قتل العديد من عمالها الإسبان مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى اتخاذ اجراءات لحماية مصالحها منها تجميع أربعة طوابير قويةفي النقاط التالية:
- فرقة راس الماء أسندت مهمتها إلى العقيد جانين.
- فرقة بخيثر بقيادة العقيد زويني .
- فرقة تيارت وأسندت مهمتها إلى العقيد برونوسيار.
- فرقة البيض وكانت بقيادة العقيد تاديو ثم العقيد نيغريي.
ولمواجهة انتصارات الشيخ بوعمامة المتتالية قامت السلطات الفرنسية بتحركات سريعة تمثلت في إرسال قواتها نحو الجنوب الغربي من أجل تطويق الثورة والقضاء عليها وبالتالي تتوسع في المنطقة وتبسط نفوذها على كل قصور الجنوب الوهراني. لقد تم تكليف العقيد نيغريي بمهمة معاقبة القبائل التي شاركت مع الشيخ بوعمامة في الثورة وكانت البداية بنسف زاوية سيدي الشيخ الكبير المتواجدة بالبيض سيدي الشيخ,تلتها المجازر الرهيبة التي قام بها جيش الاحتلال في حق السكان العزل من أهالي الطرافي والربوات بمنطقة البيض انتقاما لمشاركتهم في الثورة ,ونفس الجرائم ارتكبت ضد سكان الشلالة الظهرانية ,و في الأبيض سيدي الشيخ ارتكبت أعمال شنيعة على يد السفاح نيغريي في 15أوت 1881 الذي قام بتفجير قبة سيدي الشيخ ونبش قبره وهو استهزاء بالجوانب الروحية للشعب الجزائري وعاداته وتقاليده.ومابين سبتمبر وأكتوبر عام1881 تعرضت القوات الفرنسية بقيادة كل من الجنرال كولونيو والجنرال لويس إلى هجومات المجاهدين قرب عين الصفراء نتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين ,كذلك قام السفاح لويس بتحطيم القصرين اللذين كان يمتلكهما الشيخ بوعمامة وهما قصر مغرار الفوقاني وقصر مغرار التحتاني,كما دمرت زاوية الشيخ بوعمامة أيضا وقتل العديد من السكان العزل.
ومن التطورات الهامة التي حصلت خلال هذه الفترة كذلك هو التحاق الشيخ سي سليمان بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة إلى ثورة بوعمامة على رأس ثلاثمائة فارس ,واتجه مع قوته إلى جنوب غرب عين الصفراء ومنها إلى منطقة البكاكرة للضغط على القبائل الموالية للاستعمار الفرنسي.
أمام تزايد القوات الاستعمارية وتوافد الدعم لها من كل منطقة ازداد الضغط علىالشيخ بوعمامة فاضطر إلى الانسحاب متجها إلى منطقة فقيق بالمغرب الأقصى ,حيث قل نشاطه وتفرق أتباعه وأنصاره ,وقد انضم البعض منهم إلى السي قدور بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الشراقة ,أما البعض الآخر فقد انضم إلى صفوف الشيخ سي سليمان بن حمزة قائد أولاد سيدي الشيخ الغرابة ,وباقي المجاهدين فقد مكثوا بمنطقة فقيق وضواحيها. وفي 16 أفريل 1882 لاحقت قوات الاحتلال الشيخ بوعمامة في الأراضي المغربية ,لكنه رد عليها بهجوم عنيف في شط تيغري كبد العدو خسائر فادحة في الأرواح وأجبره على الانسحاب .لقد كان لهذه الهزيمة وقع كبير في الأوساط العسكرية الفرنسية ,وزادت من جهة أخرى الثورة صمودا وتحديا وأثبتت تفوقها مرة أخرى على القوات الفرنسية .
ب-المرحلة الثانية:
عرفت مقاومة الشيخ بوعمامة خلال هذه المرحلة فتورا ملحوظا بعد استقرار في مسقط رأسه الحمام الفوقاني بفقيق التي وصلها في جويلية 1883, حتى يتمكن من تنظيم صفوفه للمستقبل ,وهذا ماجعل السلطات الاستعمارية تتخوف من تحركاته الكثيفة لذا سارعت في إرسال برقية موقعة من طرف الجنرال سوسيي قائد الفيلق التاسع عشر إلى حكومته في باريس يدعوها إلى الضغط على السلطان المغربي لطرد الشيخ بوعمامة من الأراضي المغربية لأنه يشكل خطرا على المصالح الفرنسية في المنطقة .هذا التحرك دفع الشيخ بوعمامة إلى مغادرة المنطقة ,ولجوئه إلى إقليم توات واحتمى بسكان واحة دلدول مع نهاية عام1883 ,واستقر هناك إلى غاية عام 1894 حيث أسس زاوية له وشرع في تنظيم الدروس الدينية لمواصلة الجهاد ووقف زحف التوسع الاستعماري في الجنوب الغربي ,حيث قام بمراسلة مختلف شيوخ القبائل الصحراوية لإعلان الجهاد ضد الكفار ومقاومتهم .كماكان لهذا النشاط صدى واسعا بين القبائل الصحراوية ,خاصة قبائل التوارق الذين اقترحوا عليه الانتقال إليهم ليتعاونوا في الجهاد ضد العدو الفرنسي ,كما آزرته وانضمت إليه بعض القبائل المقيمة على الحدود الجزائرية- المغربية .لقد حاول الاستعمار الفرنسي خنق الثورة من كل الجهات وبكل الوسائل والتوسع في الجنوب وذلك عن طريق إقامة المؤسسات الاقتصادية وإنشاء المراكز التجارية في كل من إقليم توات وتاديكالت .
ج-المرحلة الثالثة:
تعتبر هذه المرحلة بداية النهاية ,ففي خضم هذه الأحداث استطاع الشيخ بوعمامة أن يكسب العديد من الأنصار ويحضى بثقة سكان المناطق الصحراوية ,وهذا ما جعل السلطات الاستعمارية تفكر في استمالته بكل الوسائل فقامت بالاتصال عن طريق المفوضية الفرنسية بمدينة طنجة المغربية عام 1892 للتفاوض حول قضية الأمان التي انتهت بدون نتيجة .
إن الصلات الودية والطيبة التي كانت بين الشيخ بوعمامة والسلطات المغربية أثارت قلق وتخوف السلطات الاستعمارية الفرنسية ,خاصة بعد الاعتراف به زعيما لقبائل أولاد سيدي الشيخ ومشرفا على كل المناطق الصحراوية مما دفعها مرة أخرى إلى محاولة كسب وده لتسهيل مهمتها في التوسع وبسط نفوذها على المناطق الصحراوية ,لذلك قرر الوالي العام لافريار في 16 أكتوبر 1899 منح الشيخ بوعمامة الأمان التام دون قيد أو شرط.ومع مطلع القرن العشرين دخل الشيخ بوعمامة المغرب الأقصى واستقر في منطقة وجدة , الأمر الذي جعل السلطات الفرنسية في الجزائر تتنفس الصعداء بتخلصها من أحد أشد أعدائها مقاومة .إن السنوات التي خاضها الشيخ بوعمامة في الجهاد عرقلت بشكل كبير التوسع الاستعماري في أقصى الصحراء خاصة الناحية الغربية منها ,رغم الحصار الكبير الذي حاولت السلطات الاستعمارية فرضه على المقاومة بقيادة الجنرال ليوتي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يونس محمود القواسمي
مشرف متميز
يونس محمود القواسمي


عدد الرسائل : 729
العمر : 55
السكن : عمان - الأردن
تاريخ التسجيل : 26/02/2009

ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة   ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة Emptyالأحد مارس 15, 2009 11:32 am

البحث يخص طلاب المرحلة الأساسية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثقافة الامبريالية وثقافة المقاومة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تل الصافي :: العلوم الادارية وتكنولوجيا المعلومات :: الابحاث والدراسات المنوعة-
انتقل الى: